كيفية إجراء البحوث المتجاوبة ثقافيًا
سينثيا ميلر- إدريس
باحثة أولى
يهدف مشروع الارتقاء بالتعليم في المجتمعات الإسلامية (AEMS) إلى إنشاء أساليب، وتصاميم وعمليات نشرٍ بحثية تكون متجاوبة مع الثقافات. هناك فجوة كبيرة في مجال التعليم الدولي والمقارن، ففي معظم الأحيان، لا تفسر البحوث الواسعة النطاق سبب تجسيد سياقات التعلم في الممارسات الثقافية المحلية.
تُظهر تجربتنا أن هناك خطوات ملموسة يمكن أن تتخذها فرق البحث للرفع من إمكانية تقبل تنوع الثقافات في أبحاثهم.
أولاً، تتطلب البحوث المتجاوبة ثقافيًّا بناء فِرقٍ بحثيةٍ متعمّدة التنوع وتبحث بشكل مطوَّل وصريح وضمن محادثات خاصة، في طبيعة البنية والإجراءات وأساليب البحث والمناهج التي قد تتسبب في حساسيات أو إشكاليات ثقافية. في حالتنا، كان من الأهمية بمكان أن يكون لدينا باحثون متجذرون -من حيث المولد أو الجنسية أو الأصل العرقي أو الشراكات الطويلة- في مجموعة متنوعة من الأوساط الوطنية.
ثانيًا، التجاوب الثقافي الحقيقي يعني أنه ينبغي على الباحثين ومتقصي الحقائق الرئيسيين ان يعملوا مع المجتمعات المحلية في جميع مراحل البحث. على أقل تقدير، يجب على الباحثين إرسال رسائل لأفراد المجتمع المحلي والتماس تقييمهم، وإجراءات ما قبل الاختبار، واستبانات الاختبارات النموذجية. يجب أن تستفيد فرق البحث من خبرات فرق البحث المتنوعة والتقييم المحلي من أجل صقل البنى والإجراءات بطرق متجاوبة ثقافيًّا.
في الدراسات المتداخلة القوميات والتي تتطلب موافقة القيادة الدينية المحلية، كما هو الحال في بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، من المهم أيضًا التشاور والتواصل مع الشيوخ المحليين وذوي الاعتبار من أفراد المجتمع. بالنسبة لدراستنا، أرسلنا تدابير إلى مجموعة من علماء الدين في الخارج لاستقصاء تقييمهم لمعرفة مدى انسجام ما لدينا من بنىً محورية من التعاطف، والتسامح، والتفكير الأخلاقي والعقلية المجتمعية مع مفاهيمهم للقيم والتعاليم القرآنية.
تتطلب عملية وضع معايير حقيقية وحساسة أيضًا الاهتمام بالظروف الجيوسياسية في كل بلد. في بعض الأماكن، أجرينا مراجعة شاملة لأدوات المسح من خلال فرق البحث التابعة لنا في الخارج وقمنا بالتخلص من العناصر التي قد تتسبب بإشكاليات في الأوضاع المحلية.
أخيرًا، وحتى يكون الباحثون متجاوبين ثقافيًا لا بد لهم من محاولة الاستثمار في القدرات المحلية وذلك بتوظيف باحثين محليين وتوفير تدريب مجدٍ. كما شاركنا هؤلاء الباحثين المحليين في تعميم النتائج من خلال ما تتوصل له الطروحات الأكاديمية وتفسيراتها ونشر النتائج وتوصيات البحث.
قد يخشى بعض العلماء من أن يكون المقصود من التجاوب الثقافي هو أن على الباحثين تغيير ما يفعلونه لإرضاء السكان المحليين. تجربتنا ليست كذلك، بل على العكس، فلم تكن التقييمات الموضوعية مفيدة فقط لأننا قمنا بمواءمة إجراءاتنا لتكون بناءةً محليًا، ولكن ممارساتنا الدبلوماسية ساعدت في ضمان حسن نية المجتمع الأكبر تجاه دراستنا.
الالتزام بالبحوث المتجاوبة ثقافيًا يستغرق وقتًا، وقد يكون مكلفًا. فهو يتطلب حسن النية، والالتزام، والتفكير العميق الذي يستغرق الوقت. ينبغي على الممولين الأخذ بعين الاعتبار الوقت الإضافي والموارد التي يحتاجها، ليس فقط لأنه الأفضل من الناحية الأخلاقية، ولكن أيضًا لأنه سيؤدي إلى نتائج مجديةٍ تعكس بدقة القضايا الحقيقية على أرض الواقع.
إذا فشلنا، فسوف نستمر في افتقاد الأطر المحلية الهائلة التي قد تساعدنا على فهم القضايا الاجتماعية بشكل مختلف.
Recommended Posts
عرض “مبادرة الارتقاء بالتعليم في المجتمعات الإسلامية” في سويسرا
ديسمبر 23, 2019
المسح البحثي الأولي: تقديم نتائج بحثٍ دام عامًا كاملًا
نوفمبر 27, 2019