داتو أنور إبراهيم يلقي محاضرة هامة في المعهد

داتو أنور إبراهيم يلقي محاضرة هامة في المعهد

في يوم الأحد العاشر من فبراير 2019، استضاف المعهد العالمي للفكر الإسلامي داتو سيري أنور إبراهيم، رئيس مجلس إدارة المعهد ورئيس حزب العدالة الشعبية في ماليزيا. وتخلل الحدث اجتماع مغلق مع موظفي المعهد، ومحاضرة عامة للمدعوين من أفراد المجتمع المحلي.

عَقدَ داتو أنور اجتماعًا مع موظفي المعهد والمدراء التنفيذيين في مكتبة الفاروقي، وأطلعتْه كل إدارة على إنجازاتها خلال عام 2018 وأهدافها المرجوّة لعام 2019. وفي نهاية اللقاء، أشاد الرئيس بالموظفين على إنجازاتهم، كما شدد على أهمية السعي من أجل التميّز المؤسساتي، مسترشدًا بالسعي الدؤوب لأفضل الممارسات الدولية والنزاهة المهنية والسلوك الأخلاقي.

في وقت لاحق وبعد لقائه مع الموظفين، ألقى داتو أنور محاضرة حول “الحكم الشرعي” بحضور حشد من العلماء وقادة المجتمع، وأصدقاء المعهد المدعوّين. وبعد مقدمة موجزة من الدكتور هشام الطالب، رئيس المعهد، أعرب داتو أنور عن سعادته لعودته إلى المعهد العالمي للفكر الإسلامي.

تحدث أنور عن أهمية “إيماننا، وأهمية القيم، ووعي شعوبنا، والوعي الجماهيري”. الإيمان بالجماهير، كما ذكر، “عبّر عنه جيدًا المفكر الإسباني العظيم، خوسيه أورتيجا إي جاسيت، في كتابه “ثورة الجماهير”، ليست ثورة بالمعنى الحرفي للكلمة ولكنها ثورة في خلق هذا الوعي الذي هو في غاية الأهمية”.

فيما يتعلق بقضية الحكم الشرعي، أوضح داتو أنور المشكلة والتحدي بقوله: “يعتقد الأكاديميون والنخب أنهم يملكون جميع الإجابات، فهم يصوغون أفكارًا لا تبدو بالضرورة مرتبطة بتطلعات الجماهير”. وأكد أن الحديث عن الحرية أو الديمقراطية لن يخلق أي تغيير ما لم “يتم تغيير النّفس وتبديلها بشكل كامل”. وقد أورد مثالاً على زيارته لمتحف التاريخ الأمريكي-الأفريقي، الذي أكد أنه “جهد رائع وعبقري ومؤثر إلى أبعد حد في فهم التناقضات التاريخية”.

وأكد داتو أنور أن العديد من المجتمعات اليوم تفتقر لحكومة جيدة ومسؤولة وشفافة وخاضعة للمساءلة. وسلط الضوء على أهمية المساءلة القيادية عند الانخراط في جهود التحول المجتمعي، واستطرد مذكرًا الحضور بأنه “على الرغم من أن مساءلة القيادة كانت متجذرة بقوة في تقاليدنا الدينية والثقافية، إلا أنها لا تنعكس بما فيه الكفاية على أعمالنا”.

وأورد على سبيل المثال صلاح الدين الأيوبي، الذي غالبًا ما تتم الإشادة به كمحارب عظيم هزم الصليبيين، عندما كان يؤمن بالمساواة، وقد يكون الأهم من ذلك، كونه قائدًا أخلاقيًّا كبيرًا ورجل دولة “أوجد ثقافة المعرفة والانضباط والأخلاق في نظام الحكم”، وكان قادرًا على التواصل مع مطالب وتطلعات شعبه.

وأنهى داتو أنور حديثه بملاحظةٍ حول أهمية العدل، وأكد أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة في أي مجتمع لرفع الظلم حتى لو وقع على فردٍ واحدٍ فقط. وأشار إلى أنه ينبغي إعادة نشر رسالة الإمام علي بن أبي طالب الحاسمة إلى حاكم مصر مالك الأشتر (القرن السابع) –التي نصحه فيها حول كيفية التعامل مع شعب مصر بشكل عادل- ونشرها مع الملاحظات والمراجع لأن “البعد الأخلاقي في الحكم مُلزمٌ جدًّا في هذا الطرح المقتضب”. واقترح على المعهد دراسة هذه النصوص المرجعية حول الحكم مع التأكيد القوي على القيادة والنزاهة، لأن فشل الحكم ناتج عن فشل القيادة.

وشارك في النقاش الدكتور عويمر أنجوم، كرسي الامام خطاب للدراسات الإسلامية في قسم الفلسفة والدراسات الدينية بجامعة توليدو، والدكتور كامران بخاري، مدير مركز السياسة العالمية. وأدار الدكتور قمر الهدى، مدير مركز السياسة العالمية، جلسة سؤال وجواب. أما السيدة أمينة دربي، وهي المساعدة التنفيذية لبحوث السياسات في المعهد، فكانت مضيفة الحدث.

          

 

للمزيد من الصور اضغط هنا

لمشاهدة الفيديو الرجاء الضغط هنا