يتناول وجهاً من وجوه أزمة الاجتهاد الفقهي المعاصر، فينظر للقضية من الناحية التربوية، ويُخلَص إلى أنه لا سبيل لنهضة فقهية إلا بإصلاح المنظومة التعليمية للعلوم الشرعية، وخصوصاً إصلاح تدريس الفقه. انتهجت الدراسة طريقاً ثنائي المسلك، إذ انطلقت من دراسة تاريخية تحاول استنطاق التراث التربوي، من أجل استلهام روحه المبدعة، فأسفر ذلك عن ملاحظة أربعة مناهج في تدريس الفقه اعتمدها رواد المدارس التربوية بالغرب الإسلامي؛ ثم عملت على تشخيص مكامن الخلل في المناهج المتداولة اليوم، لتنتهي إلى دمج المستفادات الصالحة سواء من التراث أو من خلاصات التربية المعاصرة، والتأليف بينها في نسق يجمع بين العمق النظري وقابلية التطبيق. وقد اقتضى رسم المعالم الكبرى لمنهاج تدريس الفقه، التدرّج عبر ثلاثة مستويات: أولها التحليل التاريخي للتجارب السالفة، ثم النقد للمعطيات التربوية التراثية والمعاصرة، ثم مستوى البناء والتركيب لعناصر المنهاج الفقهيّ المنشود؛ وبذلك فإنَّ هذا الكتاب يضع بين أيدي المؤسسات التي تعنى بتدريس علوم الشريعة، مشروعاً متكاملاً لإصلاح منهاج تدريس علم لا تخفى أهميته الدينية والدنيوية. مصطفى صادقي: -وُلِد عام 1974م بمدينة السعيدية، الواقعة على الساحل المتوسطي للمغرب الأقصى، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي بمدينة وجدة. -حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، من دار الحديث الحسنية بالرباط، عام 2009م. بأطروحة عنوانها: " نحو بناء نظرية معاصرة لتدريس الفقه، انطلاقاً من تقويم التراث الفقهي بالغرب الإسلامي". -حصل على شهادة الدراسات العليا المعمقة في فقه الأسرة والتحولات المعاصرة، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الأول، وجدة، عام 2005م. -حصل على شهادة الدراسات العليا المعمقة في الفقه وأصوله وأصول الدين، من دار الحديث الحسنية بالرباط، عام 1999م. -حصل على شهادة الأهلية التربوية من المدرسة العليا للأساتذة بفاس، شعبة الدراسات الإسلامية، عام 1998م. -حصل على الإجازة في الشريعة من جامعة القرويين بفاس، عام 1997م. -ًعمل أستاذا لمادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي التأهيلي، ويشغل حاليا منصباً إداريا بإحدى المؤسسات التربوية. -عضو في بعض لجان تأليف الكتاب المدرسي بالمغرب.
طبعة 2012، 388 صفحة، غلاف عادى