يجلي مدى إسهام مدرسة المنار في إحياء الفكر المقاصدي، وإعماله في أنشطتها الفكرية والدعوية والاجتماعية والسياسية، مع ربط مقاصد الشارع ومقاصد المكلف بأهداف الأمة، وتنزيل هذا الفكر على أرض الواقع، وتفعيل مقاصد الشرع في حل مشاكل الأمة حسبما تسمح به الظروف السياسية. وذلك من خلال تفسير المنار الذي يعد وثيقة هامة لفكر المدرسة ، حيث يتضمن زبدة مؤلفات أعلام المدرسة. ويرصد إسهام هذا التفسير في بيان مقاصد القرآن، وإبراز خصائص تشريعاته وأحكامه، وأهم القضايا التي استأثرت باهتمام صاحبه، واقترحها مجالات للإصلاح في المجتمع الإسلامي، وانخرط في كثير منها هو وثلة من العلماء والمفكرين أوائل القرن المنصرم . ويتتبع معالم الفكر المقاصدي في هذه المعالجة، سواء على مستوى المصطلح الموظف، أو على مستوى القواعد، أو المسالك المتبعة في استنباط واستخلاص مقاصد الشارع من الأحكام، عامة كانت أو خاصة أو جزئية . ويرتب المقاصد التي أفاض فيها المنار وفق الترتيب المدرسي لأقسامها، ويخصص حيزا مهما لمقاصد القرآن، ومقاصد البعثة، كما تناولها هذا التفسير في الجزء الحادي عشر بتفصيل. ويبين منهجه في تناول مضامين الآيات، واختياراته وترجيحاته، ومناقشاته للعلماء، القدامى منهم والمحدثين، وأدلته النقلية والعقلية، على صحة ما يذهب إليه من آراء وما يتخذه من مواقف، على مستويات مختلفة، علمية، فكرية، سياسية...

مجلد، 22.00$ طبعة 2017 ، 408 صفحة