يعاني الواقع العربي والإسلامي من أزمة مركَّبة تتجلّى بوضوح في الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكنَّ من الخطأ أن نتجاهل البعد الفكري والثقافي الكامن في هذه الأزمة، وهو البعد الذي يتمثَّل في رؤيتنا لأنفسنا وللعالَم من حولنا. وقد أصبح مفهوم رؤية العالَم واحداً من المفاهيم التي تفسِّر الحالة الفكرية لذلك الواقع؛ الأمر الذي يستدعي دراسة ذلك المفهوم والمفاهيم والمصطلحات ذات الصلة المباشرة به، وفهم تجلِّياته في الأبعاد والمجالات الأخرى. ويتَّفق معظم الباحثين في موضوع رؤية العالَم على أنَّ التصورات والمعتقدات التي تستقر في صور الإدراك والسلوك البشري بطريقة تلقائية تصبح تصورات مشتركة، وتمتدُّ أفقياً بين أفراد المجتمع وتعبِّر عن هُويته وانتمائه، وقد تُوَرَّث من جيل إلى جيل عمودياً، لتعبِّر عن استمرار الهوية والانتماء في المجتمع عبر الزمن. ومع أنَّ استخدام هذا المصطلح بدأ في ميادين الفلسفة والدين والعلم، لكنّه أصبح موضوعاً مطروقاً في الإعلام والسياسة والتعليم والأدب والفن، وغير ذلك، مما يعزِّز أهمية دراسته في السياق المعاصر. وقد اجتهد المؤلِّف في تأصيل مفهوم رؤية العالَم بمرجعية قرآنية، وفي تناول الطرق التي يحضر فيها هذا المفهوم، وما يتصل به من ممارسات في الفكر البشري المعاصر، وميادين العلوم المختلفة، وبرامج التعليم. المؤلف: فتحي حسن ملكاوي تربويٌّ وأستاذ جامعي أردني، حصل على دكتوراه في التربية العلمية وفلسفة العلوم في جامعة ولاية ميشيغان الأمريكية، وماجستير في علم النفس التربوي في الجامعة الأردنية، ودبلوم عالي في تدريس العلوم في جامعة ردينغ البريطانية، وبكالوريوس في الكيمياء والجيولوجيا في جامعة دمشق. عمل في التعليم المدرسي والجامعي مدة ثلاثين عاماً، ثم تفرَّغ للعمل الفكري منذ عام 1996م. يعمل حالياً باحثاً في المعهد العالمي للفكر الإسلامي وهو عضو مجمع اللغة العربية الأردني. صدر له في السنوات الأخيرة مجموعة من الكتب منها: منهجية التكامل المعرفي، والبناء الفكري، وأربعة مجلدات في موضوع التراث والفكر التربوي الإسلامي، ومنظومة القيم المقاصدية وتجلياتها التربوية. البريد الإلكتروني: fathihmalkawi@gmail.com
السعر غلاف مجلد: 28.00$ النسخة الإلكترونية: مجانا عدد الصفحات: 448 تاريخ النشر: 2021 ردمك النسخة الورقية 978-1-56564-830-2 ردمك النسخة الإلكترونية 978-1-56564-214-0