يَتناولُ هذا الكتاب قضية التراث، والتي شغلت قضية شَغَلت الأمَّةَ الإسلاميةَ كثيراً، فتفرَّق أبناؤُها بخصوصها على مَواقِفَ مُتبايِنةٍ، ما بين تطرُّفٍ في قبول كلِّ ما جاء فيه، بوصفه الأمل في بناء حاضر الأمة ومستقبلها، وتطرُّفٍ مقابل يرفضه بحجة أنه سببُ تخلُّفِ الأمة. وبين التطرُّفَيْن درجاتٌ من القبول والرفض. وجاء الكتابُ جهداً مقدراً في التَنْبِيه على الوظائف التي يستقلُّ بها التراث الإسلامي في بناء حاضر الأمة وإبصار مستقبلها، وعرَضَ لهذه الوظائف عن طريق ما تؤدِّيه ثلاثة مداخل يتكامل فيها البعد التاريخي والحضاري والإنساني؛ فقد كان التراث مقوماً أساسياً أسهم في حفظ وحدة الأمة وأصالتها على مدى التاريخ، وكان قنطرة للتفاعل والتدافع الثقافي والحضاري وميداناً للعلاقات مع الأمم الأخرى، تأثراً وتأثيراً، وجُلُّ التراث العربي الإسلامي يدور حول الدين الإلهي الذي جاء رحمةً وهدىً للعالمين، فأخذ بذلك وظيفتَه العالمية والإنسانية. وحقيقة الأمر أن التراث يحتاج إلى إنقاذ وغربلة، وإلى دراسة الجهود التي تصدّت لنقده ومحاولات اختراقه، وإلى بيان مسالك استثماره لتحصين الأمة وأثره في بناء المشترك الإنساني، ومن المؤمل أن تسهم تلبية هذه الحاجات في تفعيل أثرِ التراث في بناء الحاضر وإبصار المستقبل. عبـد السـلام رياح من مواليد المملكة المغربية عام 1964م، يحمل شهادات الدكتوراه في الأدب المغربي الأندلسي عام 2003م، والتبريز في اللغة العربية عام 2005م، ودبلوم الدراسات العليا عام 1997م، وشهادة المدرسة العليا للأساتذة عام 1996م، والدراسات المعمَّقة في الآداب عام 1992م، والإجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، بمدينة فاس عام 1991م. وهو أستاذ مُبرّز في اللغة العربية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين - فاس مكناس. وهو عضو مؤسس لجمعية الأساتذة المبرزين، وخطيب مسجد، وعضو في الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب. نشر سبعة عشر بحثاً ومقالة موزعة على الدراسات الأدبية، والنقدية، والفكرية، والتربوية. وله سبعة أعمال في الشعر والقصة والرواية.
غلاف مجلد: 18.00$ النسخة الإلكترونية: 8.95$ تاريخ النشر: 2019 عدد الصفحات: 216