التكامل المعرفي

سيركز هذا المشروع على توضيح النموذج الإسلامي للمعرفة وتطوير منهجية القرآن والسنة لفهم التراث الفكري الإسلامي. سيحدد الباحثون المفاهيم الأساسية المتعلقة بتوليد المعرفة ونشرها. وسيتمثل توليد المعرفة في استكشاف المحاور والموضوعات المختلفة بالإضافة إلى البحث في مفاهيم أساسية، أما نشر المعرفة فسيتم عن طريق قسم النشر والترجة الخاص بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي.

اضغط النموذج أعلاه لتكبيره

منظومة القيم الكونية في القرآن الكريم وتطبيقاتها الفكرية والتربوية

1) سياق المشروع

يعرف عالمنا اليوم تقاربا واحتكاكا غير مسبوق انهدمت معه الحدود التقليدية المعروفة سياسيا واجتماعيا وثقافيا، فتمازجت الطوائف والأديان والأعراق والثقافات دونما حاجة إلى حركة أو تنقل، مما أصبحت معه الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في كثير من المقولات والمفاهيم والثنائيات السائدة في الحقل الفكري والثقافي من قبيل “الهوية والانفتاح”، “الخصوصية والعالمية”، “الذات والآخر”، فقد أصبح الآخر فينا وأصبحا بدورنا جزءا منه، واضحت الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في المنظومات المفاهيمية المستقرة برمتها، بل ونفذ ذلك إلى منظومات القيم التي تشكل العصب الناظم لأي مجموعة بشرية على اختلاف مرجعياتها.

ولما كان موضوع القيم والبحث فيها مما يشغل بال المفكرين والباحثين اليوم على اختلاف مشاربهم ومدارسهم واتجاهاتهم الفكرية والفلسفية باعتباره موضوعا يتجاوز البعد الأخلاقي والسلوكي الصرف لينفذ إلى البعد الفكري والفلسفي والمفاهيمي، ولآثاره الكبرى في تشكيل الذهنيات والتصورات ومن ثم بناء الخرائط المفاهيمية التي تشكل العقل وتجعله حاكما وموجها للسلوكيات والمواقف والتصرفات.

وحيث أن القرآن الكريم هو خطاب الله للعالمين على سبيل التذكير والبلاغ بالإضافة إلى كونه خطاباً موجها للمسلمين على سبيل الطاعة والاقتداء، وحيث أن دائرة المشترك الإنساني ظاهرة جلية في القرآن الكريم، وحيث أن العلماء المسلمين قد تناولوا خطاب الدائرة الأولى الموجهة للمسلمين باستفاضة وتفصيل فنتجت عن ذلك مختلف علوم الوحي التي تتناول العقائد والأحكام، وظلت الدائرة الكبرى التي تخاطب البشرية كلها بعيدة عن التناول والتداول بما يكفي من التحليل العميق والدراسة المستفيضة، وخاصة ما تعلق منها بمنظومة القيم الكونية الجامعة التي ينبغي أن تستند إليها الإنسانية في إقامة العمران

ويأتي هذا المشروع ليسلط الضوء على البعد القيمي الكوني في القرآن الكريم، ليتكامل مع الدراسات التي تناولت الأبعاد السابقة ذات الصلة بقواعده وسننه ومقاصده، وليبني نسقاً منهجياً جامعاً يجلي عالمية الخطاب القرآني باعتباره رحمة للعالمين.

2) أهداف المشروع

يتجلى الهدف الرئيس من المشروع في استنباط منظومة القيم الكونية من القرآن الكريم ودراستها في ضوء البيان النبوي وما تلاه من اجتهادات العلماء في مختلف علوم ومعارف الوحي، وكذا تجلياتها العملية في التجارب التطبيقية الغنية عبر مسار الحضارة الإسلامية، بالإضافة إلى تتبع تجلياتها في التصرفات  والتجارب الإنسانية النبيلة الخيرة الفضلى في مختلف الثقافات والحضارات والتي تصدر عن الإنسان بمقتضى  الفطرة التي فطر الله الناس عليها، مع استثمار نتائج كل ذلك  في تحقيق أهداف إجرائية فرعية تتمثل في:

* بناء آليات منهجية لإنتاج خطاب كوني متوازن عن الإسلام يجمع بين الخصوصية والكونية.

* بناء معايير ناظمة للمنهجية المعرفية الإسلامية، وإعمالها في إعادة التعامل مع مصادر الوحي ومعارفه والتفاعل مع الفكر الإنساني مما سيمكن من:

  • تجديد النظر في مصادر الوحي قرآنا وسنة
  • تجديد النظر في معارف الوحي من علوم القرآن والتفسير، وعلوم الحديث وفقهه، والسيرة النبوية وفقهها، والفقه الإسلامي وآليات الاجتهاد فيه، وتجديد علم أصول الفقه
  • في تقويم وتجديد الفكر والفلسفة الإسلامية
  • في قراءة واعية منصفة للتراث الإنساني وخاصة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية

* تصميم منهجية عملية وتربوية تمكن من استثمار كل ما سبق في تطوير مناهج التعليم عموماً والتعليم الجامعي منه على وجه الخصوص.