إنَّ التعامل مع أيِّ جانب من جوانب الحضارة الإسلامية يؤكِّد لنا أنَّ العامل الأكبر في وجودها والقاعدة الأساس في إبداعاتها هو القرآن الكريم. فالثقافة الإسلامية في الحقيقة هي ثقافة قرآنية؛ فمفاهيمها، وتكويناتها، وأهدافها، وأساليب إنجازها... ما لها أن تكون إلا بالاستمداد من الوحي الإلهي المنزّل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فبدون هذا الوحي، ما كان يمكن أن يكون ثَمَّة دين إسلامي، ولا فلسفة إسلامية، ولا شريعة إسلامية، ولا مجتمع إسلامي، ولا مؤسسة إسلامية. وكما أنَّ هذه الجوانب من الثقافة الإسلامية يُنظر إليها بحقٍّ على أنَّها ثقافة قرآنية في أساسها ودافعها وغايتها، فكذلك ينبغي أن يُنظر إلى الفنون في الحضارة الإسلامية بوصفها تعبيراً جمالياً مماثلاً في أساسه وتجلياته. أجل! إنَّ الفنون الإسلامية هي في الحقيقة فنون قرآنية. فكيف إذن يمكن النظر إلى الفنون الإسلامية على أنها تعبيرات قرآنية في: اللون، والخط، والحركة، والشكل، والصوت؟