مختصرات الكتب – قديم

إن سلسلة الكتب المختصرة هي مجموعة قيّمة من منشورات المعهد الرئيسية، وهي مكتوبة بشكل مكثف لإعطاء القراء فهمًا جوهريًا للمحتويات الرئيسية للكتاب الأصلي.

لماذا نقرأ الكتب المختصرة؟

نظرًا للوقت المحدود المتاح للقراءة، ومواد القراءة المكدسة على مكتبي لما لا يقل عن عام، وجدت أن سلسلة الكتب المختصرة (Books-in-Brief) الصادرة عن IIIT تعدّ اكتشافًا مرحبًا به للغاية. تستخلص هذه الملخصات المنقحة جيدًا في ساعة أو نحو ذلك من القراءة الأفكار الأساسية للعديد من كبار المفكرين المعاصرين حول الإسلام. يعدّ كل واحد من الموضوعات المختارة أمرًا حيويًا للوضع الراهن للمجتمع المسلم، ويعرض المؤلفون المختلفون أفكارًا ستكون ضروريةً للتحرك قُدمًا من ذلك الوضع. بالنسبة لأولئك الذين يسارعون لمعرفة كيف ينبغي على العالم الإسلامي التجاوب مع تحديات الحداثة، ربما لن تكون مجمّعة بشكل أفضل من هذا.

مختصر إشكالية التعامل مع السنة النبوية
طه جابر العلواني

موضوع السنَّة النبوية الشريفة موضوع عظيم الخطر، كبير الأثر، أسهم في تشكيل الحياة الإسلامية، عبر تاريخها، ولا يزال. فهي المنهج التطبيقيّ المعصوم للقرآن المجيد، نتعلم منها كيف اتبع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتاب الله -تعالى- وكيف تلاه على الناس حتى صار لهم القرآن الكريم بفضل هذه السنة، طريقة حياة كاملة.
لكنَّ فهمَ المسلمين للسنة وعلاقتِها بالقرآن أصابه غبش كثير، لأنَّ بعض هذا الفهم قام على غير أصول القرآن المجيد، وعلى عدم الوعي بالفرق الدقيق بين السنَّة من حيث صدورها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإخبار بها الذي يقوم به بشر عاديون غير معصومين من خطأ النقل، أو النسيان، أو أي خطأ آخر مما يقع فيه البشر عند تناقلهم للنصوص الشفوية.

وقد جاء هذا الكتاب ليعالج قضية العلاقة بين الكتاب والسنة، بوصف هذه العلاقة نقطة محورية في فهم السنة وجحيتها، ومقاماتها، وهي قضية فكرية أصبح لها في علومنا الشرعية جذور وأغصان!

مختصر البناء الفكري: مفهومه ومستوياته وخرائطه
فتحي حسن ملكاوي

الفكر، والتَّفكير، والتَّفكُّر، والتَّدبُّر، والتَّذكُّر،… مفاهيمُ أساسية رافقت الوجود الإنساني، منذ بدء الخليقة، وسوف تبقى معه إلى نهايتها، دون أن تثبت مادتها وموضوعاتها ومستوياتها عند حد معين، في حياة الفرد البشري أو الجيل البشري. فكيف يمكن لكتاب أن يستقصي ذلك؟!
هذا الكتاب إذاً، مدخل إلى الفكر وحسب؛ مدخل في مفاهيمه ومستوياته وخرائطه… تضمن تجوالاً فكرياً: في موضوع الفكر؛ وفي مصادره في الأصول والتراث والخبرة المعاصرة، وموضوعاته، وأدواته، ونصيب أصناف أهله منه، والمؤسسات المتخصصة فيه، وعلاقته بالعلم جملة، وبالعلوم النفسية والتربوية والاجتماعية واللغوية والسياسية…

وهو كذلك مدخل إلى عملية البناء الفكري؛ كيف تبدأ، ثم تتواصل مرحلة بعد أخرى؟ وكيف تترقى من مستوى إلى آخر؟ وكيف تتنوع في المحتوى الذي تبنيه؟
وهو قبل ذلك وبعده، أسئلة كثيرة، وإجابات قليلة؛ فقيمةُ التَّفكُّر في إثارة الأسئلة لا تقلُّ عن التفكر في البحث عن إجاباتها، وبعض الإجابات عارضة مؤقتة، تتغير وتتعمق مع مزيد من الفكْر والذِّكْر، والتَّفكُّر والتَّذكُّر.
قد يجد القارئ في الكتاب بعض مواطن المتعة والطرافة، لكنه سوف يجد كذلك مواطن كثيرة تضطره إلى التَّفكُّر والتَّدبُّر، فإذا نجح الكتاب في الأمرين، فذلك ما كان يهدف إليه!
فتحي حسن ملكاوي: تربوي وأستاذ جامعي أردني، دكتوراه في التربية العلمية وفلسفة العلوم من جامعة ولاية ميتشجان الأمريكية عام 1984م، المدير الإقليمي في المعهد العالمي للفكر الإسلامي، رئيس تحرير مجلة إسلامية المعرفة، وعضو في مجمع اللغة العربية الأردني، من آخر إنتاجه العلمي: كتاب منهجية التكامل المعرفي؛ مقدمات في المنهجية الإسلامية، وكتاب البناء الفكري؛ مفهومه ومستوياته وخرائطه، وكتاب منظومة القيم العليا: التوحيد والتزكية والعمران. يعمل حالياً على إخراج مشروع: “التراث الإسلامي، والفكر التربوي الإسلامي”.

إعادة اكتشاف الصلاة الركن الثاني في الإسلام
أحمد بسام الساعي

لا بدّ من إعادة اكتشاف أنفسنا وعباداتنا وما يحيط بنا من أشياء، وأن ننشّئ أبناءنا وبناتنا على منهجٍ فكريٍّ يساعدهم على إعادة اكتشاف كلّ ما حولهم. هذا المنهج القرآنيّ ينتظم معظم السوَر والآيات، فالمجتمع الذي ينشأ على هذا المنهج سيجد نفسه باستمرار في حالة “إعادة اكتشاف” لنفسه ولما حوله، إنّنا مدعوّون إلى أن نضع على أعيننا صباح كلّ يومٍ نظّاراتٍ جديدةً عذراء لننظر من خلالها إلى أنفسنا، وننظر إلى العالم من حولنا وكأنّنا نراه لأوّل مرّة، وسنرى حينذاك كم سنكون بهذه النظّارات أقرب إلى الله.

لقد انتشر في حياتنا العامّة، وفي دوائرنا التربويّة والجامعيّة، موادّ وحقولٌ مختلفةٌ في علم الإدارة تُعنى بدراسة أمثل الطرق لاستثمار المشاريع الصناعيّة والتجاريّة والزراعيّة والعمرانيّة، فهل فكّرنا مرّةً بإنشاء تخصّصٍ أو حقلٍ أو مادةٍ في مدارسنا أو معاهدنا أو جامعاتنا لاستثمار ما هو خيرٌ من كلّ هذه المشاريع، وأعمّ نفعاً للدنيا والآخرة، وهو إدارة العبادات، وإعادة اكتشافها، وعلى رأسها ركن الصلاة؟ إنّها: موعدٌ مع الله، وأيّ موعد. إنّه لقاءٌ يحتلّ القمّة في قائمة عباداتنا، أو استثماراتنا الدنيويّة – الأخرويّة.