مركز الدراسات المعرفية والمعهد ينظمان دورة المنهجية الإسلامية

مركز الدراسات المعرفية والمعهد ينظمان دورة المنهجية الإسلامية

نظم مركز الدراسات المعرفية بالتعاون مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي دورة حول “المنهجية الإسلامية” في الفترة من 13-14 أبريل 2016. حيث تم تسجيل (65) باحثاً وباحثة من كافة التخصصات المختلفة، وبلغت نسبة الحضور طوال مدة الدورة (90%) من إجمالي المسجلين. وشارك بالتدريب في الدورة أ.د. صلاح عبد السميع – خبير التدريب – وأستاذ المنهج وطرق التدريس – جامعة حلوان.

تقدمة تُعَبر المنهجية الإسلامية عن مرحلة مهمة من مسيرة المعهد العالمي للفكر الإسلامي وإسلامية المعرفة، فقضية المنهجية تعتبر المنطلق الأساسي في سبيل استنهاض الأمة واستعادة عافيتها وتمكينها من حمل رسالتها الإصلاحية الحضارية، واستئناف مسيرتها في ترشيد الحضارة الإنسانية.

وقد أنجز المعهد العالمي للفكر الإسلامي من خلال مركز الدراسات المعرفية بالقاهرة مشروعه عن المنهجية الإسلامية، والذي استمر العمل فيه لمدة ثلاث سنوات متواصلة، وقد نتج عنه الهدف الأول المعني بتفعيل مشروع المنهجية الإسلامية وهو عقد الدورات التدريبية حول موضوع المشروع، والهدف من هذه الدورات هو المساهمة في إعداد جيل جديد من الباحثين يواصلون حمل رسالة إسلامية المعرفة وتوفير تأهيل مناسب في المنهجية الإسلامية في مجالات (العلوم التربوية والنفسية، علم الاجتماع، علم الاقتصاد، العلوم السياسية، الفلسفة، علم التاريخ والحضارة، والدراسات الإسلامية)، وعليه قد تم عقد الدورة الأولى بمركز الدراسات المعرفية عام 2009م والتي تخرج منها أكثر من 40 باحث وباحثة (من طلبة الماجستير) في المجالات المذكورة. والهدف الثاني من المشروع والذي تبلوّر في إصدار الكتاب المرجعي المنهجية الإسلامية (مجلدان) الصادران عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالتعاون مع دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع عام 2010م.

وإيمانًا بضرورة استمرار مسيرة المنهجية الإسلامية وتفعيل هذا المشروع والعمل على نشره وتفعيله مع جيل جديد من الباحثين، يعقد المعهد العالمي للفكر الإسلامي من خلال مركز الدراسات المعرفية بالقاهرة هذه الدورة التدريبية حول المنهجية الإسلامية، والمخطط أن تتاح هذه الدورة لكافة الباحثين من المنشغلين والمهتمين بالفكر الإسلامي على وجه العموم ومشروع إسلامية المعرفة على وجه الخصوص.

وتضمنت الدورة مجموعة من الجلسات جاءت على النحو التالي:
في اليوم الأول الأربعاء الموافق 13/4/2009م بدأت فعاليات الدورة الأولى في تمام الحادية عشر صباحاً بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وقد تضمنت الترحيب بالمشاركين بالدورة بكلمة أ.د. رفعت العوضي ـ المستشار الأكاديمي لمركز الدراسات المعرفية بالقاهرة، ثم افتتاح الدورة أ.د. عبد الرحمن النقيب – المستشار التربوي للمركز، وقد أكد مستشاري المركز على أن الهدف منها يتمثل في تمكين المتدربين من الوعي بعلم المنهجية الإسلامية وأهميتها وممارسة التفكير والبحث والسلوك في مجالات الحياة وفي المجالات المعرفية المختلفة فهماً وتوظيفاً وتقويماً.

فعاليات اليوم الأول: الأربعاء 13-4-2016 
المحاضرة الأولى: محاضرة: الرؤية الكونية الحضارية القرآنية. أ.د. محمد عمارة – المفكر الإسلامي تحدث د. محمد عمارة في البداية عن رؤوس الموضوعات في الورقة لكبر حجم الموضوع، وعرف بعنوان المحاضرة، وقال إن “الرؤية هي العلم أو التصور أو المشاهدة، والكون هو الوجود أي العالم من حيث هو عالم، والحضارة في المصطلح العربي والإسلامي هو الحضور، أما البداوة وهو المقابل للحضارة، ليست لها تراكمات ومن ثم ليس هناك حضارة”. ثم استكمل عناصر الورقة بالشرح والتحليل.

المحاضرة الثانية: التأصيل الإسلامي للعلوم وإشكالية المفاهيم – أ.د. رفعت العوضي – أستاذ الاقتصاد الإسلامي – ج. الأزهر
تحدث د. رفعت العوضي قائلاً: إن التأصيل الإسلامي للعلوم مسار جديد في العلوم يمثل محاولة رائدة في استعادة الأمة لدورها الحضاري بحيث تكون العلوم معبرة عن خصوصية الأمة المعرفية. وهذا التأصيل الإسلامي للعلوم يواجه بإشكاليات وهذه الإشكاليات تحتاج إلى حوارات عميقة ومن مداخل متعددة، ومن هذه الإشكاليات المفاهيم، لأن المفاهيم تعبر عن الخصائص الحضارية للأمة.

والبحث هو محاولة للتعريف بإشكالية المفاهيم في التأصيل الإسلامي للعلوم من خلال: الدلالة الاصطلاحية للتأصيل الإسلامي للعلوم وأسسه، والتعريف للمصطلح والمفهوم، وتحديد مداخل تأسيسية حضارية للمفاهيم، وتحديد نموذج لمفهوم إسلامي (الوسطية).

المحاضرة الثالثة: مفهوم المنهج والمنهجية والمفاهيم ذات العلاقة: أ.د. عبد الرحمن النقيب – أستاذ أصول التربية – ج. المنصورة.

تحدث فيها د. عبد الرحمن النقيب عن أهداف الدورة وحصرها في ثلاثة أهداف: الأول بناء وعي وثقافة منهجية وخاصة للأستاذ الجامعي، ثانياً: الإحاطة بعناصر علم المنهجـية، ثالثاً: ممارسة المنهجية في النواحي الثلاث (التفكير ـ البحث ـ السلوك). ثم أشار إلى أهداف المحاضرة والتي تلخصت في:
• التعرف على دلالة كل من المنهاج والمنهج والمنهجية. • تقدير أهمية المنهجية. • استنتاج مظاهر الخلل. • تمييز العلاقة بين المنهجية وبعض المفاهيم الأخرى. • تصميم مواقف تدريبية. • السعي لاكتساب مهارات المنهجية. كما أشار دكتور النقيب أنه لابد من الإحاطة بعناصر علم المنهجية الستة وهى: المبادئ، المصادر، المفاهيم، الأدوات، المدارس، التطبيقات. وقد تضمن اللقاء استعراض العناصر التالية: • المنهاج والمنهاجية المفهوم والمصطلح . • علاقة الوعي المنهجي بآليات التفكير الإنساني. • مظاهر الخلل المنهجي في واقع الأمة. • مفاهيم أساسية ذات علاقة بالمنهجية.

فعاليات اليوم الثاني
الخميس 14-4-2016
المحاضرة الرابعة: مصادر المنهجية الإسلامية: أ.د. عبد الحميد مدكور – أستاذ الفلسفة الإسلامية – ج. القاهرة. تحدث د. عبد الحميد مدكور في كلمته وقال إن المقصد من عنوان المحاضرة أمران مهمان، الأول: التعرف على بعض المجالات التي يمكن أن تندرج تحت العنوان العام، وأقصد على وجه الخصوص ما يتعلق بالفقه وأصوله، وما يتعلق بعلم الكلام والعقيدة، وما يتعلق بشيء عن المعرفة في نطاق التصوف الذي حرص أصحابه على أن يجعلوه قائماً على الكتاب والسنة.

المقصد الثاني: هو أن نحاول أن ننقل القواعد المستقرة في البحث في هذه العلوم إلى مجالات العلوم الاجتماعية بحيث لا يقتصر العلم بها على هؤلاء المتخصصين في العلوم الشرعية، ونريد لمن يشتغلون بالعلوم الاجتماعية والإنسانية أن يعرفوا منهج التعامل مع النصوص الشرعية لكي ينقلوها ويطبقوها في مجالاتهم المتخصصة.

المحاضرة الخامسة: مداخل منهاجية إسلامية: أ.د. السيد عمر – أستاذ النظرية السياسية – ج. حلوان تحدث د. السيد عمر، عن المداخل المنهاجية قائلاً إن: المداخل في أبسط تعريفاتها هي اقترابات. وهي هنا معنية باقترابات منهاجية إسلامية. وينصرف مصطلح المنهاجية بدلالته السائدة الراهنة إلى: السعي المخطط للوصول إلى هدف بأفضل وسيلة ممكنة، بأقل تكلفة في حدود الموارد المتاحة بجهد جماعي منسق.

وأكد على أن العنوان يشي بتعدد المداخل المنهاجية الإسلامية. ويقوم معمارها بالتالي على أربعة أعمدة مترابطة، أولها: بيان المضامين الدلالية للمفهوم في لساننا العربي، وثانيها: الخروج من ضيق مضامينه اللغوية، بما أنه موصوف بالإسلامي، إلى رحابة مضامينه الدلالية القرآنية. وثالثها: رسم خريطة قرآنية لما يمكن تسميته بالمنهاجية الأم (المنهاجية المجعولة). ورابعها: إلقاء بعض الضوء على متصل تلك الخريطة(متصل المنهاجيات المصنوعة).

وفي إطار الجلسة الختامية تم تقويم الدورة في صورة نقاشية من قبل المتدربين وتحدث الجميع عن ايجابيات وسلبيات الدورة وعن الدروس المستفادة خلال الدورات التالية إن شاء الله تعالى، وأعقب ذلك تسليم شهادات الدورة للمتدربين والمشاركين في تقديم المحاضرات. وانتهت فعاليات الدورة يوم الخميس الموافق 14/4/2016.