افتتاح الجامعة الربيعية في نسختها الثالثة في طنجة

افتتاح الجامعة الربيعية في نسختها الثالثة في طنجة

تنظم مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، بشراكة مع المعهد الإبستمولوجي ـ أوروبا ببروكسيل، ابتداء من يوم الثاني والعشرين من أبريل إلى الرابع والعشرين منه، النسخة الثالثة من الجامعة الربيعية حول موضوع “الترجمة والفلسفة”، وذلك بمقر مدرسة الملك فهد العليا للترجمة.

ويهدف هذا النشاط العلمي إلى إطلاق نقاش من أجل تبادل التجارب بين الطرفين المنظِّمَين بمشاركة متدخلين مغاربة وأجانب. كما تعتبر هذه النسخة الثالثة من الجامعة الربيعية فرصة للأساتذة والباحثين الأجانب لمشاركة ومدارسة مستجدات عالم الفكر والثقافة، بُغية تقديم مقترحات علمية وأبحاث أكاديمية في مجالات الفلسفة والترجمة، لفائدة الطلبة والأساتذة والباحثين.

هذا وقد انطلقت الجامعة بجلسة افتتاحية، صبيحة يوم الإثنين 22 أبريل على الساعة العاشرة، بكلمات الترحيب التي ألقى بها كل من رئيس جامعة عبد المالك السعدي محمد الرامي، تَلاه الدكتور بدّي إبنو المدير العام للمعهد الإبستمولوجي، ثم مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة نور الدين الشملالي، وأخيرا الدكتور محمد القصار الذي كان ضمن اللجنة التنظيمية.

وشهد اليوم الأول من الجامعة الربيعية جلستين، تلتهما حلقة للنقاش، حيث امتدت الأولى من الساعة الحادية عشرة إلى الثانية عشرة والربع، وكانت تحت عنوان “الترجمة الفلسفة”، سَيَّرَها الأستاذ علي بنمخلوف، وتَدَخَّل فيها كل من:

  • الأستاذة شفيقة بورايو، التي تناولت موضوع “الترجمة في العصور الوسطى العربية الإسلامية: ثقافة علمية” (مداخلة بالفرنسية)؛
  • الأستاذ عبد الرحمن السوليمان في مداخلة تحت عنوان “أهمية التأثيل وعلم اللغة المقارن ودورهما في ضبط المفاهيم الاصطلاحية، مصطلح العلمانية عند طه عبد الرحمن نموذجا”؛
  • الأستاذ مزوار الإدريسي في موضوع حول “فكر الترجمة”؛
  • الأستاذ الطيب بوتبوقالت حول “الفلسفة العربية والمصطلحات القانونية” (مداخلة بالفرنسية)؛
  • الأستاذ محمد القصار الذي تطرق إلى “علم الترجمة البرماني: فكر فلسفي يناقض النموذج المنهجي” (مداخلة بالفرنسية).

أما الجلسة الثانية فقد انطلقت من الساعة الثانية عشرة والربع إلى حدود الثانية بعد الزوال، عنوانها “تحديات ترجمة النص الفلسفي”، سيَّرها الأستاذ الطيب بوتوقالت. وفيما يلي أسماء السادة المتدخلين وعناوين مداخلاتهم:

  • الأستاذ علي بنمخلوف: “ترجمة شرح ابن رشد لمقولات أرسطو: التحديات المنطقية واختيار المصطلحات” (مداخلة بالفرنسية)؛
  • الأستاذ إسماعيل الملوكي: “تقييم جودة الترجمة: الحدود بين معيارية الترجمة ورقابة السلطة”؛
  • الأستاذ فؤاد بن أحمد: “هل كانت الترجمة المصير الوحيد للفلسفة العربية الإسلامية؟ مراجعة حالة واحدة”؛
  • الأستاذ حسن رجا: “فلسفة ماكس فيبر ودور الترجمة في التعريف بأسسها ومفاهيمها”؛
  • الأستاذة رجاء الخلوفي: “صعوبة تقييم الترجمة”.

وأخيرا اختتم اليوم الأول من الجامعة الربيعية بحلقة للنقاش.

—————————————————————-

كلمة الدكتور بدي ابنو مدير معهد الدراسات الأبستمولوجية في بروكسيل في افتتاح الجامعة الربيعية في طنجة 22 ابريل 2019

السيد رئيس جامعة عبد الملك السعدي الدكتور محمد الرامي
السيد مدير المدرسة العليا للترجمة الدكتور نور الدين الشملالي
السادة الأساتذة الباحثون المشاركون
أيها الطلبة والمهتمون الحاضرون معنا اليوم

لكم جميعاُ، باسمي وباسم معهد الدراسات الابستمولوجية في بروكسيل، جزيل الشكر وفائق التحية على المشاركة وعلى جهودكم القيمة وعلى حرصكم جميعاً أن تظلّ هذه الجامعة الموسمية موعداً علمياً سنوياً يعتني معرفياً ويزداد ألقه الفكري سنة بعد أخرى.

فكما أن هذه الجامعة الموسمية هي لقاء سنوي يجمع باحثين وطلبة من بلدان عديدة فإنها أيضاً موعد لالتقاء تخصصات مختلفة وحقول متمايزة قد لا تَسمح اللقاءاتُ العلمية التقليديةُ اللتي من عادتها أن تكون أحادية التخصص بل جزئية التخصص، أقول قد لا تسمح أوتسنح لها بالتفاعل والتضافر.

إنَّ هذه البيْتَخصصية التي تُمكِّنُ من الخروج من تلك العزلة التقليدية اللتي يفرضها بقاء التخصصات الأكاديمية معزولة عن بعضها البعض هي بالنسبة لنا فرصة معرفية وابستمولوجية لفحص الموضوعات المطروحة فحصاً جادّاً وخصبا عبر تعدّد زوايا النظر وعبر تكاتفها وتكاملها الذي ترجوه ثرياً .

اعتباراً لما تَقدّمَ فإننا نهتمّ اليوم بقضية ترجمة النصوص الفلسفية من وجهتيْ نظر الفلاسفة من جهة والمترجمين من جهة أخرى، كما من وجهة نظر تلك المجموعة الخاصة من الفلاسفة التي تُمارس هي نفسُها الترجمة ونقلَ المفاهيم من فضاء لساني ثقافي معين إلى فضاء لساني ثقافي آخر، إنهم أولئك بل إنهم هؤلاء الذين يمكن أن نسميهم بالفلاسفة المترجمين وربما العابرين لحدود اللسان والجماعة اللسانية وإكراهاتها. وهم كما تعرفون كثرٌ قديماً في الفلسفة المكتوبة بالعربية كما هم كثر في الفلسفة الأوربية الحديثة والمعاصرة.

أيتها المشاركات أيها المشاركون
هذه الجامعة الموسمية عُرفتْ أيضاً بجائزتها السنوية جائزة ابن رشد لتكريم كبار الباحثين على جهودهم وللمساهة في تعريف الجمهور الواسع على أبحاثهم.

وكما أنها مصادفة جميلة أن موضوع هذه السنة عن الترجمة يرتبط بصلب اهتمامات هذه المدرسة الرائدة في مجال تكوين المترجمين في كل المملكة المغربية بل وفِي كل الفضاء المغاربي وفِي عموم المنطقة، فإنها مصادفة جميلة أيضا أنَّ موضوع هذه السنة بإحالته إلى الفلسفة وإلى انتقال الفلسفة ومفاهيمها من لسان إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى له صلة بديهية بجائزة ابن رشد كجائزة تحمل اسم ابن رشد الحفيد كفيلسوفٍ مسلمٍ غرناطيٍ مراكشيٍ أندلسيٍ مغاربيٍ وعالمي في آن، ابن رشد الفيلسوف والطبيب والفقيه القاضي الذي، كما تعرفون، جعلتْ منه الترجمة اللاتينية المبكّرة لأعماله فيلسوفَ العهد السيكولائي الأوربي والمفسّر أو الشارح الأكبر لأعمال أرسطو بالنسبة لأوربا الغربية الصاعدة منذ أواسط القرن الثالث عشر.

أيتها المشاركات أيها المشاركون
نتمنى لكم إقامة مريحة، ونحن متأكدون من مستوى العروض التي تقدّمون ومن قيمة الأبحاث التي بها تشاركون والمحاورات والنقاشات العلمية التي تجرون. ونعوّل في ذلك كذلك كثيرا على حيوية الطلبة وقدرتهم على المواكبة والمساءلة.

لكم جزيل الشكر أولاً وأخيراً
بدي ابنو