عزاء الدكتور طه جابر العلواني (1935-2016)

عزاء الدكتور طه جابر العلواني (1935-2016)

رحل صاحب فكر التجديد والاجتهاد وأدب الاختلاف في الإسلام والجمع بين القراءتين.

قال الله تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) الفجر: 27-30

وقال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) البقرة:155-156

وقال صلى الله عليه وسلم “إِذَا مَاتَ الْعَالِمُ انْثَلَمَ فِي الإِسْلامَ ثَلْمَةً، وَلا يَسُدُّهَا شَيْءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ” الحديث رواه الطبراني عن أبي الدرداء.

بقلوب مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره يَنعي المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن فقيده الكبير المغفور له فضيلة الشيخ الدكتور طه جابر العلواني والذي وافته المنية صباح يوم الجمعة 24 جمادى الأولى 1437هـ/ 4 مارس “آذار” 2016م في أثناء رحلته العلاجية من القاهرة إلى واشنطن العاصمة. ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.

يُعد الدكتور العلواني قطب من أقطاب العمل الإسلامي في العالم العربي والإسلامي وفي الغرب، فقد شارك رحمة الله عليه في تأسيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وأنشأ جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية، والمجلس الفقهي لأمريكا الشمالية، وأكاديمية العلواني للدراسات القرآنية في القاهرة.

كان الدكتور العلواني صاحب رسالة ورأي وعقلية مؤسسية وخبرة تنظيمية كبيرة علاوةً على فهمه العميق لرسالة الإسلام والتحديات التي تواجهه، وأنفق حياته كلها في خدمة العمل الإسلامي ورسالته وقد أبدع رحمه الله في تطوير وتجديد الفكر الإسلامي، فله العديد من النظريات القرآنية والفقهية المتميزة مثل: الجمع بين القراءتين “قراءة الوحي وقراءة الوجود” ومقاصد الشريعة من منظور التوحيد والتزكية والعمران، وفقه الأقليات، وكتب قيمة حول فكر التجديد والاجتهاد، وإصلاح الفكر الإسلامي، والعديد من البحوث العلمية القيمة حول مفهوم الردة والرجم في القرآن والتعامل مع السنة النبوية المشرفة.

ونحن إذ نعزي ذوي الدكتور العلواني والمعهد فإننا نعزي العالم الإسلامي، لما مثّله المغفور له من دور مهم وفاعل في مجال الإصلاح الفكري والمؤسسي، فكان رحمه الله منارة فكر ورُشد في العالم الإسلامي والغرب. ونسأله تعالى أن يمنح أسرته الصبر والسلوان، وأن يسكنه الله فسيح الجنان مع النبيين والشهداء والصالحين.

وإِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسرة المعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن