رحيل المؤرخ والفقيه القانوني والشرعي المستشار طارق البشري (2021-1933)

رحيل المؤرخ والفقيه القانوني والشرعي المستشار طارق البشري (2021-1933)

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) الفجر:27-30

(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ * وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) البقرة:155-156

 

بقلوب مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره ينعي المعهد العالمي للفكر الإسلامي فقيده الكبير المستشار طارق البشري، ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.

في صباح يوم الجمعة 26 فبراير (شباط) 2021 توفي المستشار طارق عبد الفتاح سليم البشري، والمعروف أنَّ المرحوم -بإذن الله- قد وُلِد في الأول من نوفمبر 1933 بحي الحلمية في مدينة القاهرة.

تخرج المستشار طارق البشري في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وعمل في القضاء وتقاعد منه عام 1998. تولى خلال ذلك مسؤوليات متعددة منها منصب النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، ورئيس الجمعية العمومية للفتوى والتشريع.

عُرف طارق البشري بأنه مؤرخ للسياسة المصرية، وبدأ بدراسة الفكر الإسلامي بملاحظة “رحلة التجديد في التشريع الإسلامي”. وتعامل مع قضايا الواقع بمستوياته المصرية والعربية والإسلامية من منظور حضاري إسلامي. وكتب في ذلك الكثير من الكتب التي تجاوزت أربعين كتاباً. وأكَّد على ضرورة جمع طاقات الأمة، لا سيما بين دعاة العروبة ودعاة الإسلام، والاتجاهات العلمانية والإسلامية.

وكان من اهتماماته الكبرى الدعوة إلى “وعي إسلامي بالتحديات المعاصرة”، ولعل عمليتي الاجتهاد والتجديد كانتا من أهم ما دعا إليهما ومارسهما.

كان بين رجال الفكر ناصحاً أميناً، ومستشاراً حكيماً، عُرف بالاستقامة في الفكر، والنزاهة في القضاء والحكم، والشجاعة في الرأي والموقف، والنقد البصير حتى لنفسه وتطورات فكره، كما عُرف في الساحة القانونية بمجموعة من الفتاوى والآراء الاستشارية التي تميزت بالتأصيل القانوني مع دقة التحليل وعمق الفهم.

كان حاضراً في نشاطات عدد من المؤسسات والمشروعات الفكرية والثقافية، وكان عضواً في المجلس العلمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي في مكتب القاهرة، وملهماً لبرامج مركز الحضارة للدارسات السياسية، ولا سيما في مشروع “أمتى في العالم”.

نسأل الله له الرحمة والمغفرة والرضوان، وصبر جميل والله المستعان على فقد الأمة له. ولا نقطع الأمل في أن يعوض الله الأمة من أمثاله، فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

         إنا لله وإنا إليه راجعون.

         أسرة المعهد العالمي للفكر الإسلامي