الرفاهية الاجتماعية العاطفية

الرفاهية الاجتماعية العاطفية

يونيو 2019

 بقلم: الدكتورة مريم ساروغي، باحثة

في التصميم المقترح لأبحاثنا الميدانية لارتقاء بالتعليم في المجتمعات الإسلامية AEMS ، نقترح قيام حركة تعليمية أكثر شمولية تأخذ جميع أنواع التعلم والأداء بعين الاعتبار، ما سيفضي إلى نتائج أفضل من حصر التركيز على الدرجات التي يتم تحقيقها في الاختبارات الدولية، كما انعكس من خلال الاستثمارات في برنامج تقييم الطلبة الدوليين (PISA) الذي أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD  (http://www.oecd.org/pisa. هذا لا يعني أن الأداء والتحصيل الأكاديميين ليسا مهمين، ولكن نهجنا يضيف وزنًا للجوانب العاطفية، والاجتماعية، والمعرفية، والروحية للتنمية البشرية. وبهذه الطريقة، نسترعي الانتباه إلى نهج أشمل في التعليم من خلال التركيز على بنىً (مفاهيم) تكون عالمية وتؤسس للقيم الإسلامية، وتتصل في الوقت نفسه بمجالات التعلم الضرورية التي تعتبر أساس الهدف العام لرفاهية الفرد والمجتمع.

يدعم الفلاسفة والمفكرون من مختلف الثقافات والمجتمعات هذا النهج من خلال الاقتراح بأن التعليم يجب أن يركز على الشخص ككل من أجل توفير فرصة للبشر لتحقيق أعلى المراتب وتحقيق إمكاناتهم في مختلف جوانب الحياة (بريسلر، كوبر، وبالمر، 2001). وبشكل أكثر تحديدًا واستنادًا إلى فرضية أن القيم والرسائل الإسلامية تعزز الإنسان ورفاهيته أيضًا، حددنا الرفاهية كمحصلة تعليمية لمبادرة الارتقاء بالتعليم في المجتمعات الإسلامية (AEMS). لقد عملنا على تطوير الدراسات الميدانية التجريبية التي توفر أدلة على طرقٍ لدعم رفاهية الشباب ومعالجة الفجوات في المعرفة الميدانية حول هذا الموضوع في المجتمعات الإسلامية. نعرّف الرفاهية على أنها “العملية والقدرة على العمل اجتماعيًا وعاطفيًا، مدركين أهمية القدرة على التنظيم الذاتي والشعور بالرضا والوفاء بطريقة صحية. إنها تستلزم التمسك بالقيم الجيدة، والسعي وراء الفضيلة، والمغزى، والهدف، وإيجاد تغيير إيجابي في العالم”. تنهج مبادرة AEMS نهجًا عالميًا يقوم على القيم القرآنية من أجل الرفاهية الاجتماعية-العاطفية التي تنشأ في مجال التنمية البشرية.

تشمل الرفاهية، عمومًا، باعتبارها محصلة طويلة الأمد، الإيمان والصحة والجوانب الاجتماعية والعاطفية والنفسية لنمو الشخص. ينسجم هذا النهج مع بُعد “تعلّم لتكون” الذي حدده تقرير اليونسكو عن التعليم. إنه أحد أركان التعليم الأقل بحثًا من بين الأركان الأربعة المذكورة في تقرير التعلم على الحياة: تعلم لتعرف، وتعلم لتعمل (الكفاءات)، وتعلم لتعيش مع الآخرين، وتعلم لتكون (المعرفة الذاتية، وقوة المنطق، والحكم الفردي، والشعور بالمسؤولية الشخصية). تحدد المنحة الدراسية حول “تعلم لتكون” مجموعة واسعة من القيم والمهارات الاجتماعية والعاطفية التي لا تقل أهمية عن الكفاءات الأكاديمية (معرفة القراءة والكتابة، والحساب، والعلوم) ومهارات المشاركة المدنية (التواصل، وحل المشكلات، والتفكير الناقد) لضمان الرفاهية والتنمية الصحية للأفراد والمجتمعات.

نستخدم دراسة “المسح البحثي الأولي” لمعرفة المزيد عن سُبل النهوض بالمسار التنموي للأفراد في المجتمعات الإسلامية وربط ذلك بالرفاهية من خلال إعلام مجالات أصول التربية، والسياسة، والمناهج الدراسية لتحقيق ذلك. يتضمن بحثنا مفاهيم مثل التعاطف، والتسامح، والتفكير الأخلاقي، والعقلية المجتمعية، والشعور بالانتماء، وحل المشاكل، والتنظيم الذاتي، والفعالية الذاتية والأمل. يُنظر إلى كل واحدٍ على أنه أساسيٌ للهدف العام المتمثل في رفاه الفرد والمجتمع. لمزيد من المعلومات انتقل إلى https://preview.tinyurl.com/y6bp96vh    

المرجع

بريسلر ل.، كوبر د.، وبالمر ج. (2001). خمسون مفكرًا حديثًا في التعليم: من بياجيه حتى يومنا هذا. لندن: روتليج.